نبي الله اسماعيل عليه السلام
هو إسماعيل بن إبراهيم خليل الرحمن عليهما الصلاة والسلام، وهو ابن هاجر المصرية التي وهبتها سارة زوجة إبراهيم إلى زوجها إبراهيم، وهو جدُّ الرسول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إذ إنّ الرسول يعودُ نسبه إلى إسماعيل بن إبراهيم.
أمر الله سيدنا إبراهيم أن يأخذ زوجته هاجر و أبنه إسماعيل و يذهب بهم إلى مكة ثم ذهب بهم إلى موضع بناء الكعبة كان المكان فارغ تمام ﻻ يوجد به أي بشر و أمر الله إبراهيم أن يتركهم هناك و يعود إلى الشام.
ترك معهما جرابا فيه بعض الطعام، وقليلا من الماء. ثم استدار وتركهما وسار. أسرعت خلفه زوجته وهي تقول له: يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه شيء؟ لم يرد عليها سيدنا إبراهيم وظل يسير.. عادت تقول له ما قالته وهو صامت.. أخيرا فهمت أنه لا يتصرف هكذا من نفسه.. أدركت أن الله أمره بذلك فسألته: هل الله أمرك بهذا؟ فقال إبراهيم عليه السلام: نعم. قالت زوجته المؤمنة العظيمة: لن نضيع ما دام الله معنا وهو الذي أمرك بهذا. وسار إبراهيم حتى إذا أخفاه جبل عنهما وقف ورفع يديه الكريمتين إلى السماء وراح يدعو الله:
{رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ }(ابراهيم 37)
تركهما ومعهما قليل من الماء والتمر ولما نفد الزاد جعلت السيدة هاجر تطوف هنا وهناك حتى هداها الله إلى ماء زمزم حيث حدث وقتها معجزة أن جاء جبريل وضرب الأرض وخرج منها ماء بئر زمزم ظلت هاجر تشكر الله على نعمته وأخذت تسقى طفلها وترضعه.
وبدأت بعض القوافل تستقر في المنطقة.. وجذب الماء الذي انفجر من بئر زمزم عديدا من الناس.. وبدأ العمران يبسط أجنحته على المكان.
لما نشأ إسماعيل عليه السلام في تلك البقعة المباركة من مكة المكرمة وشب في قبيلة جرهم وتعلم منهم اللغة العربية وأساليبها وقيل انه أول من ركب الخيل وكان فارس العرب.
وكان سيدنا إبراهيم يذهب ليرى هاجر وإسماعيل كل فترة ويطمئن عليهم وذات ليلة رأى إبراهيم في المنام إنه يذبح ابنه علم إبراهيم أن ذلك أمر من الله ويجب أن ينفذه {قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ }(الصافات 102)
قال إسماعيل {قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} (الصافات 102)أخذ إبراهيم ابنه إسماعيل وألقاه على وجهه حتى ﻻ يرى وجهه وهو يذبحه، ثم وضع السكين على رقبته فسمع إبراهيم نداء الله يقول لقد صدقت الرؤية وكذلك نجزي المحسنين وجاء جبريل بكبش ليذبحه إبراهيم مكان إسماعيل.
وعد فترة من الزمن عاد ابراهيم عليه السلام الى مكة وقال لابنه اسماعيل إن الله أمرني بأمر، فأخبره بأن الله أمره أن يبني المسجد الحرام (الكعبة)، ودله على المكان فعند ذلك تعاون إبراهيم مع ولده إسماعيل على بناء الكعبة ورفعا القواعد من البيت، وجعل إسماعيل يأتي بالحجارة وإبراهيم عليه الصلاة والسلام يبني قال تعالى: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }(سورة البقرة127).
وجاء جبريل بالحجر الأسود ليضعه إبراهيم داخل بيت الله الحرام وأصبح إسماعيل رسول للقبائل التي حول بئر زمزم.
ولد لإسماعيل عليه السلام من زوجته الثانية وهي السيدة بنت مضاض الجرهمي اثنا عشر ولدًا ذكرًا، وعرب الحجاز كلهم ينتسبون إليه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق