سنن يوم الجمعة
سنن يوم الجمعة |
فضل يوم الجمعة
من سُنن الله -تعالى- في الكون سُنّة التفضيل؛ فقد فضّل الله -سبحانه- الأنبياء -عليهم السّلام- على سائر خلقه،وفضّل منهم محمّداً -صلّى الله عليه وسلم- على سائر أنبياء الله عليهم السلام،
وفضّل أشهُراً على أشهر؛ فكان شهر رمضان المبارك مُفضَّلاً على بقيّة الشهور،
ومن ذلك أيضاً تفضيل يوم الجمعة على غيره من الأيام؛
حيث قال عليه الصلاة والسلام: (خَيرُ يومٍ طَلَعتْ عليه الشمسُ يومَ الجُمُعةِ ، فيه خُلِقَ آدمُ ، و فِيه أُدْخِلَ الجنةَ ، و فيه أُخْرِجَ مِنها ، ولا تَقومُ الساعةُ إِلَّا في يومِ الجُمعةِ )
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع | الصفحة أو الرقم : 3333 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
ولمكانة هذا اليوم كان من الجدير بالمسلمين أن يُقدّروه، ويحرصوا على الالتزام بالآداب والسُّنن والأذكار المأثورة في هذا اليوم المُبارَك؛ فهو نعمة ربانيّة، ومِنحة إلهيّة لعباده المؤمنين.
السُّنن المأثورة يوم الجمعة
سُنن يوم الجمعة كثيرة، تتعلّق بيوم الجمعة بشكل عام، أو بصلاة الجمعة على وجه الخصوص، وبيان ذلك على النحو الآتي:
السُّنن العامّة ليوم الجمعة
من السُّنن العامة ليوم الجمعة ما يأتي:يُستحَبّ أن يغتسل المسلم في هذا اليوم؛
لقوله صلّى الله عليه وسلّم: (اذا جاءَ أحدُكمُ الجمُعةَ فليغتَسِلْ )
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح النسائي | الصفحة أو الرقم : 1375 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج :أخرجه البخاري (877) واللفظ له، ومسلم (844)).
التّعطر بما تيسّر من رائحة طيّبة.
من المُستحَبّ في يوم الجمعة، قراءة الإمام في صلاة الفجر سورتَي السجدة والإنسان؛ اقتداءً بالنبي صلّى الله عليه وسلّم؛ لأنّ هاتين السورتين تحدّثتا عمّا كان ويكون في يوم الجمعة، ومن ذلك خلق آدم عليه السلام، وما يكون من المعاد، وحشر الخلائق، وليس كما يعتقد البعض أنّ ذلك لأجل سجدة التلاوة الواردة في سورة السجدة.
الإكثار من الصلاة والسلام على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلّم- ليلة ويوم الجمعة، وإن كانت الصلاة على النبي مستحبّة في كلّ الأوقات، إلا أنّها يوم الجمعة أكثر استحباباً؛ لورود الحديث في ذلك،
إنَّ من أفضلِ أيَّامِكُم يومَ الجمعةِ، فأَكْثِروا عليَّ منَ الصَّلاةِ فيهِ، فإنَّ صلاتَكُم مَعروضةٌ عليَّ، قالَ: فقالوا: يا رسولَ اللَّهِ: وَكَيفَ تُعرَضُ صلاتُنا عليكَ، وقد أرِمتَ؟ قالَ: يقولونَ: بَليتَ قالَ: إنَّ اللَّهَ تبارَكَ وتعالى حرَّمَ على الأرضِ أجسادَ الأنبياءِ صلَّى اللَّهُ علَيهِم
الراوي : أوس بن أبي أوس وقيل أوس بن أوس والد عمرو | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود | الصفحة أو الرقم : 1531 | خلاصة حكم المحدث : صحيح).
من المُستحَبّ الإكثار من الدُّعاء، وطلب الحاجات من الله تعالى، وتلَمّس الساعة المُستجابة التي لا يسأل العبد ربّه فيها شيئاً إلا أعطاه إيّاه، والعلماء في وقت الساعة المُستجابة على رأيَين:
الأوّل ما بين جلوس الإمام على المنبر إلى أن تُقضى الصّلاة،والثاني أنّها آخر ساعة من صلاة العصر.
من المُستحَبّ قراءة سورة الكهف يوم الجمعة؛ وذلك لورود الحديث المرفوع عن أبي سعيد الخدري أنّه قال: (مَن قرَأ سورةَ الكهفِ في يومَ الجمُعةِ، أضاء له منَ النورِ ما بين الجمعتين
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع | الصفحة أو الرقم : 6470 | خلاصة حكم المحدث : صحيح)،وينبغي التّنبيه إلى أنّ الأجر يتحصّل بقراءة سورة الكهف كاملةً، وليس بقراءة بعض آياتها، على أنّه يجوز أنْ تتمّ قراءتها مُجزَّأة في أوقات مختلفة من يوم الجمعة، وتُستحَبّ قراءتها للصغير والكبير، والذكر والأنثى، والمقيم والمسافر؛ لعظيم فضلها، ولا ارتباط بين قراءة سورة الكهف وصلاة الجمعة؛ إذ يتحققّ الفضل بتلاوتها لأصحاب الأعذار، كالمسافر والمريض، ويجزئ قراءتها عن المصحف أو ممّا حُفِظ غيباً.
السُّنن الخاصّة بصلاة الجمعة
بعد أن اتّضحت السُّنن التي يُستحبّ للمسلم أن يأخذ بها، من الاغتسال، ومسّ الطيب في هذا اليوم المبارك، فإنّه يحسنُ بالمسلم أنْ يلتزم بالسُّنن الأخرى المتعلّقة بصلاة الجمعة، وأهمّها:
التبكير بالحضور إلى مصلى الجمعة، وادراك الخُطبة من أوّلها؛ فكلّما بكّر أكثر، زاد أجره عند الله تعالى.
الحضور مشياً إلى مُصلّى الجمعة، وعدم الركوب ما استطاع إلى ذلك سبيلاً.
الاقتراب من الإمام دون تخطّي رقاب النّاس، والإقبال على استماع الخُطبة.
عدم الانشغال بأيّ كلام أو عمل أثناء الخُطبة؛ لأنّ ذلك يشغل فكره وقلبه عن حُسن الاستماع للخُطبة؛
وقد جاء ذلك كلّه في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: (من غسَّلَ يومَ الجمعةِ واغتسلَ ، وبَكَّرَ وابتَكرَ ، ومشى ولم يرْكب ، ودنا منَ الإمامِ ، فاستمعَ ولم يلغُ ، كانَ لَهُ بِكلِّ خطوةٍ عملُ سنةٍ ، أجرُ صيامِها وقيامِها.
الراوي : أوس بن أبي أوس وقيل أوس بن أوس والد عمرو | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه | الصفحة أو الرقم : 898 | خلاصة حكم المحدث : صحيح )،
ولا شكّ أنّ الالتزام بهذه السُّنن والتوجيهات النبويّة له فضل كبير، وأجر عظيم، وقد ورد عن بعض العلماء أنّ الأجر الوارد في هذا الحديث من أعلى الأجور وأعظمها في فضائل الأعمال عامّةً.محاذير تتعلّق بصلاة الجمعة
تصدر عن بعض النّاس سلوكيّات وأفعال تتعلّق بصلاة الجمعة؛ من شأنها أنْ تُخرِجَ صاحبها من بركة هذا اليوم وفضله، ومن الأمور التي يجدرُ بالمسلم الأخذ بها:
ضرورة الحذر من التّعامل مع صلاة الجمعة على أنّها عادة أسبوعيّة، لذا يحرص المسلم دائماً على استحضار نيّة العبادة والقُربى لله تعالى.
الانتباه من المبالغة بالسّهر ليلة الجمعة؛ لئلّا تفوت صلاة الفجر على المسلم.
الابتعاد عن التّساهل في موعد الحضور للصلاة، فبعض النّاس لا يهتمّ إنْ حضر في منتصف الخُطبة أو فاتته كلّها.
الانتباه إلى حُرمة البيع والشراء بعد أذان الجمعة؛
فقد قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ).
عدم تخطّي رقاب النّاس؛ فيحدثُ أن يأتي أحد المُصلّين متأخراً يوم الجمعة، ثمّ يُصِرّ على الجلوس في الصفوف الأولى، فيؤذي النّاس ويضيّق عليهم.
عدم الحديث بصوت مرتفع؛ سواءً كان ذلك بتلاوة القرآن الكريم، أو بحديث جانبيّ؛ فيشوّش على المصلّين.
الحذر من الانشغال عن الخُطبة وعدم التركيز بما يقوله الخطيب، وكثرة الحركة، والتّدافع على الأبواب بالخروج من المسجد، وعدم الانتظار للفراغ من التسبيح، والأذكار، وصلاة السُّنة البعديّة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق