دعاء من أذكار النوم
دعاء من الهدي النبوي
اللَّهُمَّ خَلَقْتَ نَفْسِي وَأَنْتَ تَوَفَّاهَا، لكَ مَمَاتُهَا وَمَحْيَاهَا، إنْ أَحْيَيْتَهَا فَاحْفَظْهَا، وإنْ أَمَتَّهَا فَاغْفِرْ لَهَا، اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ العَافِيَةَ
فَقالَ له رَجُلٌ: أَسَمِعْتَ هذا مِن عُمَرَ؟ فَقالَ: مِن خَيْرٍ مِن عُمَرَ، مِن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ.
الراوي : عبدالله بن الحارث | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم : 2712 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
شرح الحديث
كانَ الصَّحابةُ أَحرَصَ النَّاسِ على عامَّةِ المسلِمينَ؛ وكانوا يُعلِّمونَهم ويَأْمُرونَهم بالمَعروفِ ويَنْهَوْنَهم عنِ المُنكَرِ، وهُم أَولَى الأُمَّةِ بذَلِكَ؛ فمُعَلِّمُهم هو رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم.
وفي هذا الحديثِ: أنَّ ابنَ عُمرَ رضي الله عنهما علم أمَرَ بذِكْرٍ يُقالُ عِندَ إرادَةِ المرءِ النَّومَ، وهُوَ على مَضجَعِه، وفيه يقول: اللهمَّ خَلقتَ نفْسِي وأنت توفَّاها، فيَذكُرُ أنَّ اللهَ سُبحانَه وتَعالى هو الخالقُ المحي المميتُ، بِيدِه الأُمورُ كُلُّها، وهُو على كُلِّ شيءٍ قَديرٌ؛ فالْإِيجادُ مِنَ العَدَمِ إليه سُبحانَه وتَعالى لا يَقْدِرُ عليهِ غَيرُه، وهو الذي يَتوفَّى كلَّ نفْسٍ متَى شاءَ كيف شاءَ سبحانه.
وقَولُهُ: (لك مَماتُها ومَحياها)، هُوَ مِثْلُ قوله تعالى: {ومَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ} [الأنعام 162]؛ فهُوَ المالِكُ للأَمرَينِ فيها، ثم يقول: (إنْ أحييتَها فاحْفَظَها، وإنْ أمتَّها فاغِفْرِ لها)، لأنَّ الفَوزَ للإنسانِ إنْ أَحْيَا اللهُ سُبْحَانه وتَعالى نَفْسَه مِنَ النَّومِ أنْ يَحفَظَها عن شُرورِ الحَياةِ، وإِنْ أَمَاتها أنْ يَغفِرَ لَها؛ فهِيَ بعدَ الموتِ أحوجُ إلى المغفِرَةِ، ثُمَّ خَتمَ بِمجموعِ الأَمْرَيْنِ، وهُوَ سُؤالُ العافيةِ، أي: مِن شُرورِ الدُّنيا والآخرَةِ.
فَسألَ الرَّجُلُ ابنَ عُمرَ رضِي اللهُ عنهما قائلًا له: أَسمعتَ هذا مِن عُمرَ؟ فأجابَه ابنُ عُمرَ بأنَّه سَمِعَه مِن خيرٍ مِن عُمر؛ سَمِعَه مِن رسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم.
وفي الحديثِ: تَنبيهٌ لِلإنسانِ إِذا أَوَى إلى فِراشِه أنْ يُجَدِّدَ الإيمانَ قَبْلَ نَومِه، كَما أنَّه إذا استَيْقَظَ من نَومِهِ يُجدِّدُ الإيمانَ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق