قصة صالح نبي الله عليه السلام
النبي صالح عليه السلام أرسله الله إلى قوم ثمود قبيلة من القبائل العربية البائدة، المتفرعة من أولاد سام بن نوح، الذين كانوا يسكنون الحِجر الذي هو بين الحجاز والأردن وهي قبيلة ثمود كي يُخرجهم من ضلالهم وشركهم، وكي يصحح عقيدتهم،
وقصة النبي صالح عليه السلام مع قومه ثمود وردت في سور متعددة: فجاءت مفصلة في سور: (الأعراف)، و(هود)، و(الحِجر)، و(الشعراء)، و(فصلت). وجاءت أقل تفصيلاً في سور: (الإسراء)، و(النمل)، و(الذاريات)، و(الحاقة)، و(الفجر)، و(الشمس)، وأشير إليها في سور: (التوبة)، و(إبراهيم)، و(الحج)، و(الفرقان)، و(العنكبوت)، و(ص)، و(غافر)، و(ق)، و(النجم)، و(البروج).
وقد أعطى الله عز وجل قوم ثمود نعما كثيرة لا تعد ولا تحصی
فأعطاهم الحدائق والنخيل والزروع والثمار والأرض الخصبة والماء العذب والعيون التي كانوا يسقون منها زروعهم وثمارهم وماشيتهم.
ولكنهم قابلوا نعم الله الكثيرة بالجحود وعدم الشكر لله.ولا يؤمنون بالله سبحانه وتعالى، وكانوا في ضلال كبير، واجتمع بهم سيدنا صالح -عليه السلام-، ودعاهم إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام، فرفضوا ذلك لأنهم لا يريدون ترك ما عبده آباؤهم وأجدادهم، وأصرّ عليهم وذكر لهم أن يعبدوا رب الناس الذي ينفعهم ويرزقهم، والذي جعلهم خلفاء من بعد قوم عاد، وذكرهم بنعم الله عليهم، فعندها كذبوه واتهموه بالجنون والسحر، فعندها قال لهم بأنه لا يريد منهم سوى الإيمان، وأنه رسولٌ من الله.
فقالوا له: "إن أنت أخرجت لنا من هذه الصخرة، وأشاروا إلى صخرة هناك ناقة من صفتها كيت وكيت، وذكروا أوصافًا سموها، ونعتوها، وتعنتوا فيها، وأن تكون عشراء طويلة، من صفتها كذا وكذا"، فأجابهم صالح -عليه السلام-: "أرأيتم إن أجبتكم إلى ما سألتم على الوجه الذي طلبتم، أتؤمنون بما جئتكم به، وتصدقوني فيما أرسلت به؟ قالوا: نعم، فقام النبي صالح -عليه السلام وتوجه إلى صلاته، وأخذ يدعو الله تعالى أن يجيب طلب قومه، وأن يُخرج لهم ناقة من الصخرة. فاستجاب الله تعالى له وأخرج من الصخرة ناقة عشراء عظيمة كما طلبوا تمامًا، وقال النبي صالح -عليه السلام- لقومه: "هذه ناقة الله لكم"، حيث نسب الناقة لله تعالى من باب التشريف والتعظيم، فلما رأوها، آمن الكثير منهم، لكن الكثير بقوا في كفرهم وعنادهم وضلالهم، وجحدوا وظلموا ولم يتبعوا طريق الحق، وجاء رجل منهم اسم قدار بن سالف، وعرضت امرأة عليه بناتها الأربعة مقابل أن يعقر الناقة، فذهب وانتدب شابين ليعقروها، وانضم إليهما سبعة، فأصبحوا تسعة، فعقروها ورموها بسهمٍ فخرّت ساقطة.
بعد أن عقر قوم صالح عليه السلام الناقة التي حذرهم نبيهم من التعرض لها واستمروا على عنادهم وتكبرهم وعبادة الأصنام، قال لهم صالح عليه السلام لقد حذّرتكم من أن تمسوها بأذى، وها أنتم اقترفتم الإثم فتمتعوا في دراكم ثلاثة أيام، يأتيكم بعدها العذاب ويحلّ عليكم العقاب ذلك وعدٌ غير مكذوب، ورغم هذا لم يتوبوا ويعودوا إلى الرشد.
ومرت ثلاثة أيام على الكافرين من قوم صالح وهم يهزءون من العذاب وينتظرون، وفي فجر اليوم الرابع: انشقت السماء عن صيحة جبارة واحدة. انقضت الصيحة على الجبال فهلك فيها كل شيء حي. هي صرخة واحدة.. لم يكد أولها يبدأ وآخرها يجيء حتى كان كفار قوم صالح قد صعقوا جميعا صعقة واحدة وهلكوا جميعا قبل أن يدركوا ما حدث.
أما الذين آمنوا بسيدنا صالح، فكانوا قد غادروا المكان مع نبيهم ونجوا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق