جاري تحميل ... دعاء وأذكار

إعلان الرئيسية

أدعية نبوية

إعلان في أعلي التدوينة

أذكارسنن نبوية

يوم الجمعة,في الحديث,النبوي



يوم الجمعة وبعض ما ورد في الحديث النبوي





الحديث الأول

أضَلَّ اللَّهُ عَنِ الجُمُعَةِ مَن كانَ قَبْلَنا، فَكانَ لِلْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ، وكانَ لِلنَّصارَى يَوْمُ الأحَدِ، فَجاءَ اللَّهُ بنا فَهَدانا اللَّهُ لِيَومِ الجُمُعَةِ، فَجَعَلَ الجُمُعَةَ، والسَّبْتَ، والأحَدَ، وكَذلكَ هُمْ تَبَعٌ لنا يَومَ القِيامَةِ، نَحْنُ الآخِرُونَ مِن أهْلِ الدُّنْيا، والأوَّلُونَ يَومَ القِيامَةِ، المَقْضِيُّ لهمْ قَبْلَ الخَلائِقِ وفي رِوايَةِ واصِلٍ المَقْضِيُّ بيْنَهُمْ. [وفي رواية]: هُدِينا إلى الجُمُعَةِ، وأَضَلَّ اللَّهُ عَنْها مَن كانَ قَبْلَنا، فَذَكَرَ بمَعْنَى حَديثِ ابْنِ فُضَيْلٍ.

الراوي : حذيفة بن اليمان | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم

الصفحة أو الرقم: 856 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] 




شرح الحديث


في هذا الحَديثِ يُخبِر أبو هُريرَةَ وحُذيفَةُ بنُ اليَمانِ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قالَ: أضلَّ اللهُ عَنِ الجُمُعةِ، أيْ: عَن تَعظيمِها، مَن كانَ قَبلَنا، أيْ: إنَّما وَقعَ إضلالُ القَومِ لِمُخالفةِ نَبيِّهِم؛ فكانَ لِليَهودِ يَومُ السَّبتِ، أي: إنَّ اليَهودَ اختارَت يَومَ السَّبتِ وزَعَموا أنَّ اللهَ فَرغَ مِنَ الخَلقِ يَومَ السَّبتِ، وكان للنَّصارى يَومُ الأحدِ، أيْ: إنَّ النَّصارى اختارُوا يَومَ الأحدِ وزَعَموا أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ بَدأ فيه الخَلقَ، فَجاءَ اللهُ بنا، أيْ: بأُمَّة النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، فهَدانا اللهُ لِيَوم الجُمعَةِ، أيْ: دَلَّنا عَلى تَعظيمِه وعِبادتِهِ فيه فَضلًا مِنهُ ورَحمةً؛ فجَعلَ الجُمُعةَ والسَّبتَ وَالأحدَ، وكَذلكَ هُم تَبعٌ لَنا يَومَ القيامَةِ، أيْ: كما أنَّهم تَبعٌ لهذه الأُمَّة في هذه الأيَّام كَذلكَ هُم تَبعٌ لَها يَومَ القيامَةِ، بحَيثُ يَكونون بَعدَها في الحِسابِ والقَضاءِ ودُخولِ الجنَّةِ. قال: نَحنُ الآخِرونَ مِن أهلِ الدُّنيا وَالأوَّلونَ يَومَ القيامَةِ المَقضيُّ لَهم قَبلَ الخَلائقِ، أيْ: إنَّ هَذه الأُمَّةَ وإنْ تَأخَّرَ وُجودُها في الدُّنيا عَنِ الأُممِ السَّابقةِ، فهيَ سابِقةٌ لَهمْ في الآخِرةِ بأنَّهُم أوَّلُ مَن يُحشَرُ، ويُحاسبُ، وأَوَّلُ مَن يُقضَى بَينهُم قَبلَ النَّاس لِيَدخلوا الجنَّةَ.
وفي رِوايةٍ: المَقضيُّ بَينَهُم، بَدَل: المَقضيُّ لهم، وَفي رِوايةٍ: هُدينا إلى الجُمعةِ وأضلَّ اللهُ عَنها مَن كانَ قَبلَنا، بدَلَ: أضَلَّ اللهُ عن الجُمُعةِ مَن كان قَبْلَنا.
في الحَديثِ: إكرامُ اللهِ تَعالى لِهَذهِ الأُمَّةِ.


-------------------------------------------------------------------
يوم الجمعة,في الحديث,النبوي

الحديث الثاني


إنَّ من أفضلِ أيَّامِكُم يومَ الجمعةِ فيهِ خُلِقَ آدمُ وفيهِ قُبِضَ وفيهِ النَّفخةُ وفيهِ الصَّعقةُ فأكْثِروا عليَّ منَ الصَّلاةِ فيهِ فإنَّ صلاتَكُم معروضةٌ عليَّ قالَ قالوا يا رسولَ اللَّهِ وَكَيفَ تُعرَضُ صلاتُنا عليكَ وقد أرِمتَ - يقولونَ بليتَ - فقالَ إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ حرَّمَ علَى الأرضِ أجسادَ الأنبياءِ

الراوي : أوس بن أبي أوس وقيل أوس بن أوس والد عمرو | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 1047 | خلاصة حكم المحدث : صحيح




شرح الحديث

جعَل اللهُ تعالى يومَ الجُمُعةِ مِن أفضلِ الأيَّام عندَ المسلمين، كما يقولُ النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في هذا الحديثِ: "إنَّ مِن أفضلِ أيَّامِكم"، أي: مِن أيَّام أُسبُوعِكم "يومَ الجُمُعةِ، فيه"، أي: في ذلك اليومِ "خُلِق آدَمُ"، وآدمُ عليه السَّلامُ هو أوَّلُ خَلْقِ الله مِن البَشَرِ، وهو الَّذِي باهَى اللهُ بِخِلقَتِه ملائكتَه، "وفيه قُبِض"، أي: وفي يومِ الجُمُعةِ كان موتُ أَبِي البَشَر. "وفيه النَّفخَة"، أي: وفي ذلك اليومِ يكونُ النَّفْخُ والصَّعْقُ مَبْدَأُ قيامِ السَّاعة وأهوالِ يومِ القيامةِ؛ يقولُ الله تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} [الزمر: 68]؛ فهُما مُتلازِمان، فإذا نُفِخ في الصُّور (وهو شيءٌ كالقَرْنِ يُنفَخُ فيه يومَ القيامةِ) تَبِعه على الفَوْرِ الصَّعْقُ (وهو موتُ الناسِ مِن شِدَّةِ الفَزَعِ للصَّوتِ).
وهذه القضايا المعدودةُ في هذا اليومِ؛ قِيل: لم تُذكَر لبيانِ فضيلتِها؛ لأنَّ ما وقَع فيه مِن موتِ آدَمَ وما يَقَعُ مِن نَفْخٍ وصَعْقٍ لا يُعَدُّ مِن الفضائلِ، وإنَّما هو تعظيمٌ لِمَا وقع فيه؛ فذُكِرَتْ تنويهًا بعظمةِ الأحداثِ التي وقعتْ فيه. وقيل: بل هي مِن الفضائل؛ حيث إن خروجَ آدَم مِن الجنةِ كان سببَ وجود الذريَّة، وسَببَ وجودِ الرُّسلِ والأنبياءِ والصَّالحِين، وقيامُ السَّاعةِ سببٌ لتعجيلِ جزاءِ الأنبياءِ والصِّدِّيقين والصالِحين وإظهارِ كرامتِهم وشرفِهم.
ثُمَّ قال النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "فأكثِروا عليَّ مِن الصَّلاةِ فيه"، أي: اشْغَلُوا أنفُسَكم في يومِ الجُمعةِ بكَثرةِ الصَّلاة عليَّ؛ حتَّى تنالوا الأجرَ والثَّوابَ؛ "فإنَّ صَلاتَكم"، أي: الصَّلاةَ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في ذلك اليومِ، "معروضةٌ عليَّ"، أي: سيعرِضُها اللهُ عليَّ وسأعلَمُ بها، فقال الصَّحابةُ رضِيَ اللهُ عنهم: "يا رسولَ الله، وكيف تُعرَضُ صلاتُنا عليك وقد أَرِمْتَ؟"، أي: بَلِيتَ وفَنِيَ جسدُك، فقال النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ حرَّم على الأرضِ"، أي: منَعَها أن تُبلِيَ "أجسادَ الأنبياءِ"، أي: وهُم في قُبورِهم..


-------------------------------------------------------------------

يوم الجمعة,في الحديث,النبوي

الحديث الثالث

خيرُ يومٍ طلَعت فيهِ الشَّمسُ يومُ الجمُعةِ فيهِ خُلِقَ آدمُ وفيهِ أُهْبِطَ وفيهِ تيبَ عليهِ وفيهِ ماتَ وفيهِ تقومُ السَّاعةُ وما من دابَّةٍ إلَّا وَهيَ مُسيخةٌ يومَ الجمُعةِ مِن حينَ تُصبحُ حتَّى تطلعَ الشَّمسُ شفقًا منَ السَّاعةِ إلَّا الجنَّ والإنسَ وفيهِ ساعةٌ لا يصادفُها عبدٌ مسلمٌ وَهوَ يصلِّي يسألُ اللَّهَ حاجةً إلَّا أعطاهُ إيَّاها قالَ كعبٌ ذلِكَ في كلِّ سنةٍ يومٌ فقلتُ بل في كلِّ جمعةٍ قالَ فقرأ كعبٌ التَّوراةَ فقالَ صدقَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ. قالَ أبو هُرَيْرةَ ثمَّ لقيتُ عبدَ اللَّهِ بنَ سلامٍ فحدَّثتُهُ بمجلسي مع كعبٍ فقالَ عبدُ اللَّهِ بنُ سلامٍ قد عَلِمْتُ أيَّةَ ساعةٍ هيَ قالَ أبو هُرَيْرةَ فقُلتُ لَه فأخبِرني بِها فقالَ عبدُ اللَّهِ بنُ سلامٍ هيَ آخرُ ساعةٍ من يومِ الجمعةِ فقُلتُ كيفَ هيَ آخرُ ساعةٍ من يومِ الجمُعةِ وقد قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ لا يصادِفُها عبدٌ مسلِمٌ وَهوَ يصلِّي وتِلكَ السَّاعةُ لا يصلِّي فيها فقالَ عبدُ اللَّهِ بنُ سلامٍ ألَم يقُلْ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ من جلسَ مجلِسًا ينتظرُ الصَّلاةَ فَهوَ في صلاةٍ حتَّى يصلِّيَ قالَ فقلتُ بلَى قالَ هوَ ذاكَ

الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 1046 | خلاصة حكم المحدث : صحيح




شرح الحديث


يومُ الجُمُعَةِ جعَله اللهُ عزَّ وجلَّ خيرَ الأيَّام، وفضَّله على سائرِ الأيَّام؛ لِمَا وقَع فيه مِن أحداثٍ عِظام، وعن تلك الأحداثِ يُخبِر النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فيقول: "خيرُ يومٍ طلَعت فيه الشَّمسُ: يومُ الجُمُعَةِ؛ فيه خُلِق آدَمُ"، وآدمُ عليه السَّلامُ هو أوَّلُ خَلْقِ الله مِن البَشَرِ، وهو الَّذِي باهَى اللهُ بِخِلقَتِه ملائكتَه، "وفيه أُهبِط"، أي: وفي يوم الجمعةِ هَبَط آدَمُ عليه السَّلامُ بأمرِ الله عزَّ وجلَّ إلى الأرضِ، وهو يومُ خُروجِه مِن الجَنَّةِ، "وفيه تِيبَ عليه"، أي: وفي يومِ الجمعةِ تابَ اللهُ على آدمَ بعدَما عصاه وأكَل مِن الشَّجرةِ، "وفيه مات"، أي: وفي يومِ الجمعةِ أيضًا مات أبو البَشَر آدمُ عليه السَّلام.
"وفيه تقومُ السَّاعةُ"، أي: يومُ القِيامَةِ، وهذا وحْدَه يَكفي لِتَفضِيلِ هذا اليومِ؛ لأنَّ لِأحداثِ السَّاعةِ شأنًا عظيمًا، قال النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "وما مِن دابَّةٍ"، أي: في الأرضِ "إلَّا وهي مُسِيخَةٌ يومَ الجمعةِ"، أي: مُصغِيَة ومُستَمِعة "مِن حِين تُصبِحُ حتَّى تَطلُعَ الشَّمسُ شفقًا مِن السَّاعةِ"، أي: خوفًا مِن السَّاعةِ؛ وذلك لِمَا جَبَلها اللهُ عليه، "إلَّا الجِنَّ والإنسَ"، أي: فإنَّهم لا يَترقَّبون ولا يَخافون قيامَ السَّاعةِ في هذا اليومِ؛ لعِظَمِ غفلتِهم.
"وفيه"، أي: وفي يوم الجُمُعةِ "ساعةٌ لا يُصادِفُها"، أي: لا يُوافِقُها "عبدٌ مُسلِمٌ وهو يصلِّي يَسأَلُ اللهَ حاجةً"، أي: يَدعُو ويَطلُب مِن الله عزَّ وجلَّ حاجتَه وهو في صلاتِه، "إلَّا أعطاه إيَّاها"، أي: استَجَاب اللهُ عزَّ وجلَّ له. قال كَعْبُ الأحبار (وهو مِن التابعين): ذلك في كلِّ سَنَةٍ يومٌ؟ أي: هل تأتي تلك الساعةُ في يومِ جُمُعَةٍ واحدٍ مِن السَّنَةِ؟ قال أبو هُرَيْرَةَ رضِيَ اللهُ عنه: "فقلتُ: بَلْ في كلِّ جُمُعَةٍ"، أي: أنَّ تلك الساعةَ في كلِّ جُمُعَةٍ مِن جُمعاتِ السَّنةِ، "قال أبو هُرَيْرَةَ: "فقَرأ كَعْبٌ التَّوراةَ"، أي: قرَأ منها ما يُصدِّق هذا الكلامَ؛ "فقال: صدَق النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم"!
قال أبو هُرَيْرَةَ: "ثُمَّ لَقِيتُ عبدَ الله بنَ سَلَامٍ، فحدَّثتُه بِمَجلِسي مع كَعْبٍ"، أي: بحديثِه معه وما قاله كعبٌ مِن التَّوراةِ، "فقال عبدُ الله بنُ سَلَامٍ رضِيَ اللهُ عنه: قد عَلِمْتُ أيَّةَ ساعةٍ هي"، أي: أَعرِفُ وقتَها تحديدًا مِن يومِ الجُمُعةِ، "قال أبو هُرَيْرَةَ: فقلتُ له: فأخبِرْني بها"، أي: أَعلِمْني بموعدِها، "فقال عبدُ الله بنُ سَلَامٍ: هي آخِرُ ساعةٍ مِن يومِ الجُمُعةِ، فقلتُ: كيفَ هي آخِرُ ساعةٍ مِن يومِ الجمعةِ؟ وقد قال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لا يُصادِفُها"، أي: يُوافِقُها "عبدٌ مُسلِمٌ وهو يصلِّي، وتلك السَّاعةُ لا يصلَّى فيها"؟! أي: إنَّ السَّاعةَ الَّتِي ذَكَرْتَها لا يكونُ فيها صلاةٌ، "فقال عبدُ الله بنُ سَلَامٍ: ألَمْ يَقُلْ رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: مَن جَلَس مَجلِسًا"، أي: جَلَس في المسجدِ "يَنتظِرُ الصَّلاةَ، فهو في صلاةٍ"؟! أي: كأنَّه في حالةِ صلاةٍ، وله أَجْرُ انتظارِها بِمِثلِ الأجرِ الَّذِي يكونُ له على صلاتِه فِعلِيًّا، "حتَّى يُصلِّيَ!" قال أبو هُرَيْرَةَ: "فقلتُ: بلى"، قال عبدُ الله: "هو ذاك"، أي: أنَّ المرادَ بِمُصادفةِ تلك السَّاعةِ، هو الانشِغالُ بالدُّعاءِ والذِّكر حالَ انتظارِ الصَّلاةِ في المسجدِ في ذلك اليومِ، وخاصَّة في آخِرِ يومِ الجُمعةِ.


-------------------------------------------------------------------
يوم الجمعة,في الحديث,النبوي

الحديث الرابع

أفضلُ الصلواتِ عندَ اللهِ صلاةُ الصبحِ يومَ الجمعةِ في جماعةٍ

الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم: 1119 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه أبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (7/207)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (3045)

شرح الحديث


فضَّل اللهُ سُبحانَه بَعضَ العِباداتِ على بعضٍ، وقد بيَّن النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هذه الأفضلياتِ على اختِلافِ أنواعِها، ومن ذلك تَفضيلُ بعضِ الصَّلواتِ على بعضٍ، ومِن ذلك ما يُبيِّنُه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في هذا الحديثِ، حيثُ يقولُ: "أفضَلُ الصَّلواتِ عندَ اللهِ" أي: أكثَرُها أجرًا وثوابًا: "صَلاةُ الصُّبحِ يومَ الجُمُعةِ في جَماعَةٍ"؛ وهذا لأنَّ صَلاةَ الفَجرِ أفضَلُ الصَّلواتِ الخَمسِ، ويومَ الجُمُعةِ أفضَلُ الأيَّامِ، والجَماعَةَ أفضَلُ من الصَّلاةِ فَردًا، وهذه أفضليَّةٌ مُطلَقةٌ؛ فتُفيدُ أنَّها أفضَلُ من كُلِّ فَريضةٍ.
وفي الحديثِ: بيانُ اجتِماعِ أكثَرَ مِن سَبَبٍ في تَفْضيلِ بَعضِ العِباداتِ.
وفيه: بيانُ فَضيلةِ صَلاةِ الفَجرِ جَماعَةً صَباحَ يومِ الجُمُعةِ .


-------------------------------------------------------------------
يوم الجمعة,في الحديث,النبوي

الحديث الخامس

اليومُ الموعودُ يومُ القيامةِ ، واليومُ المشهودُ يومُ عرفةَ ، والشاهدُ يومُ الجُمُعةِ ، وما طَلَعَتِ الشمسُ ولا غَرَبَتْ ، على يومٍ أفضلَ منه ، فيه ساعةٌ لا يوافقُها عبدٌ مسلمٌ يَدْعُو اللهَ بخيرٍ إلا استجاب اللهُ له ، ولا يستعيذُ من شرٍّ إلا أعاذه اللهُ منه

الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع

الصفحة أو الرقم: 8201 | خلاصة حكم المحدث : صحيح |

التخريج : أخرجه الترمذي (3339)، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (1087) باختلاف يسير، والبزار (9591) مختصراً.

شرح الحديث


جَعَل اللهُ عزَّ وجلَّ الخيريَّةَ في يومِ الجُمُعةِ على سائرِ الأيَّامِ؛ لِمَا فيه مِن الفَضلِ والأجرِ والثَّوابِ، والبَركاتِ التي تَنزِلُ مِن اللهِ تعالى، كما بيَّن الشَّرعُ فَضائلَ بعضِ الأيام، وما يكونُ فيها مِن أعمالٍ صالحةٍ، وعِباداتٍ تُقرِّب العبدَ مِن اللهِ عزَّ وجلَّ.
وفي هذا الحَديثِ يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "اليومُ الموعودُ يَومُ القِيامةِ"، أي: المذكورُ في قولِه تعالى: {وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ * وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ} [البروج: 2- 3]، هو يومُ القِيامةِ؛ لأنَّ اللهَ وعَد به النَّاسَ، "واليومُ المشهودُ يومُ عَرفةَ"؛ لأنَّ النَّاسَ يَشهَدونه، أي: يَحضُرونه ويَجتمِعون فيه، "والشَّاهدُ يومُ الجُمُعةِ"، أي: يَشهَد لِمَن حضَر صَلاتَه، "وما طلَعتِ الشَّمسُ ولا غرَبَتْ على يومٍ أفضلَ منه"، أي: يَومِ الجُمُعةِ، "فيه ساعةٌ لا يُوافِقُها"، أي: يُصادِفُها، ويُوفَّقُ للدُّعاءِ فيها، "عَبدٌ مُسلِمٌ يَدعو اللهَ بخيرٍ إلَّا استجابَ اللهُ له. ولا يَستعيذُ"، أي: يَطلُبُ مِن اللهِ الحِمايةَ والوقايةَ، "مِن شَرٍّ إلَّا أعاذَه اللهُ منه"، أي: وَقَاه اللهُ مِن ذلك الشَّرِّ، والمرادُ أنَّ فيه ساعةَ إجابةٍ لمَن يَدْعو اللهَ عزَّ وجلَّ في تلك السَّاعةِ، فيَنبغي الحِرصُ عليها وعلى الدُّعاءِ فيها، وقد ورَد في تَحديدِ تلك السَّاعةِ عندَ أبي داودَ والنَّسائيِّ مِن حديثِ جابرِ بنِ عبدِ اللهِ رضِيَ اللهُ عنهما -قولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "فالْتَمِسوها آخرَ ساعةٍ بعدَ العصرِ". كما ورَدَ أنَّها الساعةُ التي بين أذانِ الجُمُعةِ وانقضاءِ الصَّلاةِ، كما في صحيحِ مُسلمٍ من حَديثِ أبي موسى الأَشعريِّ رضِيَ اللهُ عنه، قال: سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ -يعني في ساعةِ الجُمُعةِ- : (هي ما بينَ أنْ يَجلِسَ الإمامُ إلى أنْ تُقضَى الصَّلاةُ)، وكلُّ واحدةٍ مِن هاتَينِ الساعتَينِ يُرجَى فيها إجابةُ الدُّعاءِ.
وفي الحَديثِ: تَحرِّي أوقاتِ إجابةِ الدُّعاءِ والْتِماسُها

-------------------------------------------------------------------
يوم الجمعة,في الحديث,النبوي

الحديث السادس

من غسَّلَ يومَ الجمعةِ واغتسلَ ثمَّ بَكَّرَ وابتَكرَ ومشى ولم يرْكب ودنا منَ الإمامِ فاستمعَ ولم يلغُ كانَ لَهُ بِكلِّ خطوةٍ عملُ سنةٍ أجرُ صيامِها وقيامِها

الراوي : أوس بن أبي أوس وقيل أوس بن أوس والد عمرو | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 345 | خلاصة حكم المحدث : صحيح


شرح الحديث


ليومِ الجُمعةِ فضائلُ كثيرةٌ، وأجورٌ عظيمةٌ، ومِن هذا ما ورَد في هذا الحديثِ؛ حيثُ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم: "مَن غَسَلَ يومَ الجُمعةِ"، غسل يُروَى (غَسَل) بتخفيف السِّين و(غسَّل) بتشديدِها، ومعناهُ غسَلَ رأسَه خاصَّةً أو غسل أعضاءه للوُضوءِ، "واغتَسَل"، أي: غسَل جَميعَ جسَدِه ويَدخُلُ في ذلك الرَّأسُ أيضًا، وخُصَّ الرَّأسُ بالغَسْلِ مِن أجلِ الشَّعرِ الكثيرِ الَّذي يَحتاجُ إلى تَنظيفٍ وعنايةٍ؛ لِيَزولَ ما فيه مِن روائحَ كريهةٍ وغيرِها. وقيل: إنَّ معنى (غسل) أصابَ أهلَه قبلَ خروجِه إلى الجُمُعةِ؛ ليكون أملكَ لنَفْسِه وأحْفَظَ في طريقِه لبَصرِه؛ فكأنَّه غَسَل امرأتَه أو غسَّلها، أي: أحوجَها إلى الغُسلِ. وقيل: المرادُ بهذينِ اللَّفظينِ (غسل واغتسل) التوكيدُ ولم تقَعِ المخالفةُ بينَ المعنيَينِ لاختلافِ اللَّفظينِ.
"ثُمَّ بَكَّر"، أي: خرَج للجُمعةِ مُبكِّرًا في الوقتِ، "وابْتَكَر"، أي: حضَر الخُطبةَ مِن أوَّلِها إلى آخِرِها، ولم يَفُتْه شيءٌ مِنها، "ومَشى ولَم يَركَبْ"، أي: ذهَب إلى المسجِدِ ماشيًا؛ وذلك لأنَّ الأجرَ على قدْرِ التَّعَبِ والمشقَّةِ، "ودَنا مِن الإمامِ فاستَمَع ولم يَلْغُ"، أي: كان قريبًا مِن الإمامِ، مُنصِتًا لِما يَقولُ، مُتجنِّبًا اللَّغوَ معَ أيِّ أحدٍ.
فجَزاءُ ذلك كلِّه: "كان له بكُلِّ خُطْوةٍ عَمَلُ سنَةٍ؛ أجْرُ صِيامِها وقِيامِها"، "الخُطْوةُ" بُعْدُ ما بَينَ الرِّجْلَينِ في المَشْيِ، أي: له بكلِّ خُطْوةٍ يَخْطوها إلى المسجِدِ أجرُ وثوابُ أعمالِ سنَةٍ، معَ قَبولِ صِيامِها وقيامِها، فكأنَّ في كلِّ خُطوَةٍ كتابةَ حسَنةٍ ومَحْوَ سيِّئةٍ، وهذا فضلٌ كبيرٌ، وثوابٌ عظيمٌ مِن اللهِ تعالى، اختَصَّ به يومَ الجمُعةِ.
وفي الحديثِ: بيانٌ لفضلِ التَّبكيرِ إلى الجُمعةِ، واستِماعِها وعدَمِ اللَّغوِ فيها، وأنَّ اللهَ يُعْطي مِنَ الأجرِ الكبيرِ على اليَسيرِ من الأعمالِ.



-------------------------------------------------------------------

يوم الجمعة,في الحديث,النبوي

الحديث السابع

يومُ الجمعةِ ثِنتا عشرةَ - يريدُ - ساعةً لا يوجَدُ مسلِمٌ يسألُ اللَّهَ عزَّ وجلَّ شيئًا إلَّا أتاهُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ فالتمِسوها آخرَ ساعةٍ بعدَ العصرِ

الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 1048 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه أبو داود (1048) واللفظ له، والنسائي (1389)

شرح الحديث


يومُ الجمعةِ خيرُ يومٍ طلَعَت فيه الشَّمسُ؛ وفيها الكثيرُ مِن الفَضلِ والأجرِ والثَّوابِ والبرَكاتِ الَّتي تَنزِلُ مِن اللهِ تَعالى، ومن ذلك أنَّ فيها ساعةً يَستَجيبُ اللهُ فيها دعاءَ مَن دُعاه ولا يَرُدُّه.
وفي هذا الحديثِ يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم: "يومُ الجمُعةِ ثِنْتا عَشْرةَ- يُريدُ: ساعةً-"، أي: يومُ الجمُعةِ مُقسَّمٌ إلى اثنَتَيْ عَشْرةَ ساعةً مُتفاوِتةً في الأجرِ والثَّوابِ، ومنها ساعةُ الإجابةِ الَّتي "لا يُوجَدُ مُسلِمٌ يَسأَلُ اللهَ عزَّ وجلَّ" فيها "شيئًا إلَّا آتاه اللهُ عزَّ وجلَّ، فالْتَمِسوها آخِرَ ساعةٍ بعدَ العصرِ"، أي: اطلُبُوها وتَحرَّوْها في هذا الوقتِ، وهذا تحديدٌ لساعةِ الإجابةِ في يومِ الجمُعةِ؛ فينبَغي الحِرصُ عليها وعلى الدُّعاءِ فيها.
وفي الحديثِ: الحثُّ على الْتِماسِ ساعةِ الإجابةِ في يوم الجُمُعةِ، والدُّعاءِ فيها بخَيريِ الدُّنيا والآخِرةِ.


-------------------------------------------------------------------
يوم الجمعة,في الحديث,النبوي

الحديث الثامن

لَا يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَومَ الجُمُعَةِ، ويَتَطَهَّرُ ما اسْتَطَاعَ مِن طُهْرٍ، ويَدَّهِنُ مِن دُهْنِهِ، أوْ يَمَسُّ مِن طِيبِ بَيْتِهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ فلا يُفَرِّقُ بيْنَ اثْنَيْنِ، ثُمَّ يُصَلِّي ما كُتِبَ له، ثُمَّ يُنْصِتُ إذَا تَكَلَّمَ الإمَامُ، إلَّا غُفِرَ له ما بيْنَهُ وبيْنَ الجُمُعَةِ الأُخْرَى.

الراوي : سلمان الفارسي | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 883 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]




شرح الحديث


أمرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بِالاغتسالِ يومَ الجُمُعةِ، وفي هذا الحديثِ يُخبرُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بِفضيلةِ الاغتسالِ والتَّطيُّبِ والخُروجِ لِصلاةِ الجمعةِ، فيقول: «لا يَغتسلُ رجلٌ يومَ الجُمُعةِ، ويَتطهَّرُ ما استطاعَ مِن طُهرٍ» يعني: ما أمكنَه مِن تَنظيفٍ، كِقصِّ الظُّفرِ والشَّاربِ وحلْقِ العانةِ، وغيرِ ذلك، «ويَدَّهنُ مِن دُهنِه، أو يمَسُّ مِن طِيبِ بيتِه» يعني: يضعُ مِنَ الطِّيبِ الخاصِّ به أو يضعُ مِن طِيبِ زوجتِه، «ثُمَّ يخرجُ فلا يُفرِّقُ بين اثنينِ»، وهذا إشارة إلى التَّبكيرِ؛ لأنَّه لو بكَّرَ بِالخروجِ فإنَّه لا يُضطَّرُّ إلى تَخطِّي الرِّقابِ والتَّفريقِ بين الجالسِينَ قبْلَه، «ثُمَّ يُصلِّي ما كُتِبَ له» يعني: مِنَ النَّوافلِ، «ثُمَّ يُنصتُ إذا تكلَّمَ الإمامُ إلا غُفِرَ له ما بَينَه وبين الجُمُعةِ الأُخرى»، أي: غُفِرَ له ما ارْتَكَبَه مِن الذنوب في هذِه المدَّةِ بين الجُمُعتَينِ مِن صَلاةِ الجُمُعةِ وخُطبتِها إلى مِثلِ الوقتِ مِن الجُمُعةِ الثَّانيةِ.


-------------------------------------------------------------------


الحديث التاسع

ما مِنْ مسلِمٍ يموتُ يومَ الجمعةِ ، أوْ ليلَةَ الجمعةِ ، إلَّا وقَاهُ اللهُ تعالى فتنةَ القبرِ

الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع

الصفحة أو الرقم: 5773 | خلاصة حكم المحدث : حسن

التخريج : أخرجه الترمذي (1074)، وأحمد (6582)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *